فصل: وفاة منصور بن نوح وولاية ابنه نوح.

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)



.انعقاد الصلح بين منصور بن نوح وبين بني بويه.

ثم انعقد الصلح بين الأمير أبي الحرث منصور بن نوح صاحب خراسان وما وراء النهر وبين ركن الدولة وزوجه ابنته وحمل إليه الهدايا والتحف ما لم يحمل مثله وكتب بينهم كتاب الصلح شهد فيه أعيان خراسان وفارس والعراق وتم ذلك على يد أبي الحسن محمد بن إبراهيم بن سيجور صاحب الجيوش بخراسان من جهة الأمير أبي الحرث في سنة إحدى وستين وثلثمائة.

.وفاة منصور بن نوح وولاية ابنه نوح.

ثم توفي الأمير أبو الحرث منصور ببخارى منتصف سنة ست وستين وثلثمائة وولي بعده ابنه أبو القاسم نوح صبيا لم يبلغ الحلم فاستوزر أبا الحسن العتبي وجعل على حجابة بابه مولاه أبا العباس قاسما وكان من موالي أبي الحسن العتبي فأهداه إلى الأمير أبي صالح وشركهما في أمر الدولة أبو الحسن فائق وأقر على خراسان أبا الحسن محمد بن إبراهيم بن سيجور واطردت أمور الدولة على استقامتها.

.عزل ابن سيجور عن خراسان وولاية أبي العباس تاش.

قد تقدم لنا شأن خلف بن أحمد الليثي صاحب سجستان وانتصاره بالأمير منصور ابن فرج على قريبه طاهر بن خلف بن أحمد بن الحسين المنتقض عليه لسنة أربع وخمسين وثلثمائة وأنه مده بالعسكر ورده إلى ملكه ثم انتقض طاهر ثانيا بعد انصراف العسكر عن خلف وبعث مستجيشا فأمده ثانيا وقد هلك طاهر وولي ابنه الحسين فحاصره خلف وأرهقه الحصار فنزل لخلف عن سجستان ولحق بالسعيد نوح بن منصور وأقام خلف دعوة نوح في سجستان وحمل المال متقررا عليه كل سنة ثم قصر في الطاعة والخدمة وصار يتلقى الأوامر بالإعراض والإهمال فرمي بالحسين بن طاهر في جيوش خراسان وحاصره بقلعة أرك وطال انحصاره وأمده العتبي الوزير بجماعة القواد كالحسن بن مالك وبكتاش فأقاموا عليه سبع سنين حتى فنيت الرجال والأموال وكان ابن سيجور صاحبه فلم يغن عليه وعوتب في ذلك وعزل عن خراسان بأبي العباس تاش فكتب يتعذر ورحل إلى قهستان ينتظر جواب كتابه فجاءه كتاب الأمير نوح بالمسير إلى سجستان فسار واستنزل خلفا من معقله للحسين بن طاهر وسار خلف إلى حصن الطاق وداخله ابن سيجور وأقام خطبة لرضا نوح به وانصرف ولما ولى الأمير نوح الحاجب أبا العباس تاش قيادة خراسان سار إليها سنة إحدى وسبعين وثلثمائة فلقي هنالك فخر الدولة ابن ركن الدولة وشمس المعالي قابوس بن وشمكير ناجين من جرجان وكان من خبرهما أن عضد الدولة لما استولى على بلاد أخيه فخر الدولة وهزمه ولحق فخر الدولة بقابوس وبعث عضد الدولة في طلبه ترغيبا وترهيبا فأجاره قابوس وبعث عضد الدولة في طلبه أخاه مؤيد الدولة في العساكر إليهم ولقيهم قابوس فهزموه فسار إلى بعض قلاعه واحتمل منها ذخائره ولحق بنيسابور ولحق به فخر الدولة ناجيا من المعركة فأكرمهم أبو العباس تاش وأنزلهم خير منزل وأقاموا عنده واستولى مؤيد الدولة على جرجان وطبرستان.

.مسير أبي العباس في عساكر خراسان إلى جرجان ثم مسيره إلى بخارى.

ولما وصل قابوس بن وشمكير وفخر الدولة بن ركن الدولة إلى أبي العباس تاش مستجيرين بالأمير نوح على استرجاع جرجان وطبرستان من يد مؤيد الدولة كتب بذلك إلى الأمير نوح ببخارى فأمره بالمسير معهما وإعادتهما إلى ملكهما فسار معهما لذلك في العساكر ونازلوا جرجان شهرين حتى ضاق عليهم الحصار وداخل مؤيد الدولة فائقا من قواد خراسان ورغبه فوعده بالانهزام ثم خرج مؤيد الدولة من جرجان في عساكره مستميتا فهزمهم ورجعوا إلى نيسابور وكتبوا إلى بخارى بالخبر فأجابهم الأمير نوح بالوعد واستنفر العساكر من جميع الجهات إلى نيسابور للمسير مع قابوس وفخر الدولة فاجتمعوا هنالك ثم جاء الخبر بقتل الوزير أبي الحسن العتبي وكان زمام الدولة بيده فيقال إن أبا الحسن محمد بن إبراهيم بن سيجور وضع عليه من قتله وذلك سنة اثنتين وسبعين وثلثمائة ولما قتل كتب الأمير نوح بن منصور إلى الحاجب أبي العباس تاش يستدعيه لتدبر دولته ببخارى فسار عن نيسابور إليها وقتل من ظفر به من قتلة أبي الحسن.

.رد أبي العباس إلى خراسان ثم عزله وولاية ابن سيجور.

ولما سار أبو العباس إلى بخارى وكان أبو الحسن بن سيجور من حين سار إلى سجستان كما مر مقيما بها ثم رجع آخرا إلى قهستان فما سار أبو العباس تاش إلى بخارى وكتب ابن سيجور إلى فائق يطلب مظاهرته على ملك خراسان أجابه إلى ذلك واجتمعا بنيسابور واستوليا على خراسان وسار إليهما أبو العباس تاش في العساكر ثم تراسلوا كلهم واتفقوا على أن يكون بنيسابور وقيادة العساكر لأبي العباس تاش وبلخ لفائق وهراة لأبي الحسن بن سيخور وانصرف كل واحد إلى ولايته وكان فخر الدولة بن بويه خلال ذلك معهما بنيسابور ينتظر النجدة إلى أن هلك أخوه مؤيد الدولة بجرجان في شعبان سنة ثلاث وسبعين وثلثمائة واستدعاه أهل دولته للملك فكاتبه الصاحب ابن عباد وغيره فسار إليهم واستولى على ملك أخيه بجرجان وطبرستان وكان الأمير نوح لما سار أبو العباس من بخارى إلى نيسابور استوزر مكانه عبد الله بن عزيز وكانت بينه وبين أبي الحسن العتبي منافسة وعداوة ثم لما ولي الوزارة تقدم على عزل أبي العباس عن خراسان وكتب إلى أبي الحسن محمد بن إبراهيم بخراسان بولاية نيسابور.